الرئيس تبّون.. حين تلبس الوضاعة ربطة عنق
“ لِصّ ومجهول الهويّة والأب ”
وبلغة القاع اللّغوي – الزنقاوي ( شفّار وصلگوط ولد الق..) قد يكون الأمر طبيعيّاً ان تصلك هذه النعوت والاوصاف القدحية الوضيعة لحظة تشاجر بعض متشردي الازقة و الشوراع أحياناً
وخاصّة تلك المتعلقة بالأصول الأبويّ حتّى ولو كانت صحيحة فقد جُبلنا تربويّاً وأخلاقيّا ان نتحاشى الخوض في أعراض الناس وشرفهم.. وهو الحد الأدنى من التربية لأيّ مواطن بسيط في معاشه الإجتماعي ومستواه المعرفي..مستشهداً بكوني لم اسمع مثل الكلام الفاحش منذ سنوات وسنوات حتّى مساء الأمس ومن منصّة قبّة برلمان دولة وراء الميكروفون رئيسها يخاطب شعبه من خلال نوابه الذين صفّقوا له بكل حرارة وهو ينعث احد المواطنين الجزائريين ب
( لص ومجهول الهوية والأب)
لم يكن هذا المجهول سوى الكاتب المعتقل بوعلام صلصال..
ولم يكن هذا الوضيع ولوبربطة عنق سوى عبد المجيد تبّون رئيس دولة الجزائر..
ولم أجد في قاموس لغتي ما أصف به هذا السقوط الأخلاقي لهذا المعتوه الذى لا يستحقّ الغضب ولا العتب، لا يستحقّ الرد ولا النقد، يستحقّ الشفقة لا غير،
الشفقة على شخص وقد بلغ من العمر عتيّاً يعيش حالة اضطراب عميقة وفوضى نفسية مأزومة كمؤشر حقيقي عن أزمة نظام وانهيار أخلاقي لاركان الدولة في البلد الجار.. ونحن نتابع حرارة التصفيق من طرف نواب الأمة والأعضاء الحكوميين تعبيرا منهم على تقاسم هذه السقطة الاخلاقية لرئيسهم الذي رفع الوضاعة إلى المستوى الرئاسي بعد انتشارها اليومي داخل مختلف المنابر الإعلامية والتلفزات الرسمية ومن أفواه بعض المؤثرين..يتقدّمهم المسمى ( بونيف) الذي اكتشفنا ان تكريمه من طرف هذا الرئيس كان طبيعيا.. فالوضاعة أصبحت مؤسسة رسمية بالبلاد هناك..
هي السقطة الاخلاقية التي تجعل الجزائر تدخل مرحلة اللادولة وتحت سلطة عصابة انتحارية مستعدة ان تذهب بالمنطقة نحو المجهول إرضاءً لحقدها الدفين لبلدنا ووطننا..-لاقدر الله –
ومن يعود إلى خطبة هذا الرئيس الوضيع سيلاحظ المرء كيف أن صوته لم يرتفع حدّة إلا أثناء الحديث عن فرنسا في علاقته طبعا مع المغرب بعد اعترافها بمغربية الصحراء.. وكيف بخّس مقترح الحكم الذاتي موصفاً إياه بالتخربيق ومن خرافات حجا كما قال بالحرف..
في الحقيقة لم يفاجئني المستوى المعرفي لهذا الرئيس وقدراته العقلية في تحليل الأوضاع المحلية والإقليمية بقدر ما فاجئتني وضاعته ولغته الساقطة التي يلجأ إليها كل منهزم غاضب وحاقد ومنعزل.. وهي حالة العصابة اليوم بقيادة شنقريحة الذي يعيش أسوأ أيامه اليوم بعد انهيار مشروعه الانقلابي بالجارة موريتانيا وهو يتابع سقوط ادواته هناك مباشرة بعد عودة الرئيس الغزواني من دوحة الرباط.. وخاصة إقالة مديرالكلية الحربية بموريتانيا الذي عقد فيها اجتماعا مطولا أثناء زيارته لنواقشوط قبل شهرين
هذا هو اصل السعار الذي أخرج هذه اللغة الساقطة من فم شنقريحة باسم تبون خاصة بعد سقوط آخر أوراق المناورة لمحاضرة المغرب عبر موريتانيا.. وهو ما أشار إليه البلاغ الملكي حين أكد انخراط الشقيقة موريتانيا في المشروعين القارين ( الأنبوب والمبادرة الاطلسية)..
لتكون العصابة هي الواقعة الآن بين المرّ والأمرّ وليس غيرها كما قال تبون
المرّ في ابتلاع محور المغرب موريتانيا السينغال في تشبيك مع محور المغرب إسبانيا البرتغال وموعد 2030 مقابل أمريكا الاثينية في الضفة الأخرى التي تسارع لطرد افول ما تبقى من أوراق بوليساريو الجزائر
والأمرّ عند العصابة بعد كل هذه الهزائم هى العجز على الإنسحاب من الساحة والفضاء المغاربي
تفاديا للمزيد من الفضائح الاخلاقية التي بلغت مستوى هذا الطعن في شرف الغير وبشكل رسمي وعلني والوجه المكشوف..
ما اتسع شهداء الثورة الجزائرية اليوم وعلى رأس البلد الذي ثاروا واستشهدوا من أجله رئيس وضيع وحقير قطع دشّن اول أمس وبشكل رسمي شريط اسلوب القذارة والرذيلة بمختلف مؤسسات الدولة..
ما اتسع ان تكون جزائريّا بعد اليوم
يوسف غريب كاتب صحفي