طُويت صُحف الصحراء المغربية بأجمل النّهايات
” ستظل أسبقية الأسبقيات بالنسبة للمغرب، إيجاد حل سياسي نهائي ومتفق عليه، بالنسبة للخلاف المفتعل حول صحرائنا. ولن ندخر جهدا مع الأمم المتحدة والدول المجاورة، وغيرها من شركاء المملكة، من أجل بلوغ ذلك، عبر تمكين أقاليمنا الصحراوية، من اختصاصات واسعة للتدبير الديمقراطي لشؤونها الجهوية، في إطار احترام سيادة المملكة، ووحدتها الترابية والوطنية، ومقدساتها وثوابتها
هذه الفقرة كما جاءت في خطاب العرش 2004 كانت القضية الوطنية من أسبق الأسبقيات لدى جلالته..ومنذ ذلك كانت جلّ الخطب السامية تؤرخ لهذا التدرج الإيجابي في حل هذا النزاع الإقليمي المفتعل ليحقق المغرب العديد من النقط في هذا النزاع الذي عمّر نحو خمس عقود من الزمن.. لتكون سنة 2022 بداية النهاية وعبر خطاب مباشر وصريح لجلالة الملك في مخاطبة العالم بضرورة توضيح الموقف من الوحدة الترابية للمملكة كما في هذه الفقرة :
(أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مشددا جلالته على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات)
لنصل اليوم ونحن نحتفل بالذكرى 25 لتربع جلالته على العرش معلنا في خطاب له بالمناسبة أن أسبق الأسبقيات اليوم كشأن داخلي هي التعبئة من أجل أجرأة خارطة طريق التي رسمها جلالته لتدبير أزمة الماء ومقاومة آثار الجفاف باعتباره ظاهرة مناخية عالمية..
ولا حديث عن اقاليمنا الجنوبية إلا في ما له علاقة بموضوع الماء وتسريع وثيرة إنجاز البرامج المقترحة ذات الصلة بالموضوع..
وهي رسالة واضحة وبليغة مفادها أن صحف هذا النزاع المفتعل قد طويت بأجمل النهايات..
وهل هناك أجمل من أن نقرأ هذا الصباح بلاغ من الديوان الملكي حول مضامين اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء بشكل صريح ومباشر وواضح معتبرة المقترح المغربي الحل الوحيد والأوحد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل
هذا الإعتراف وبهذه الصيغة البرتوكوليّة وربط ذلك بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش والذكرى 25 توحي بأن الموقع التفاوضي للمغرب كان وازناً ومؤثراً من أجل اختيار التوقيت والمناسبة الوطنية تتويجا لمدرسة دبلوماسية مغربية عززت من مكانة مملكتنا الشريفة كفاعل وازن، وشريك مسؤول وموثوق، على الصعيدين الجهوي والدولي كما جاء جاء في مقدمة خطاب جلالته أوّل أمس..
وهذا ما يجعلني اميل إلى وجهة نظر التي تعتبر الإعتراف الفرنسي ليس امتيازاً بل إحقاق لحق تاريخي من جهة كما أنّه جاء بعد اللاءات الثلاث ومواجهة ندّية صارمة أرغمتها على تغيير النظارات والخروج من المنطقة الرمادية تاركة بذلك اقليمها الإفريقي الجزائر يمارس دبلوماسية المفرقعات عبر تنديد استباقيّ قبل أيام ومن مختلف أحزابها وصولا إلى بيان صادر عن مجلس الأمة بهذا البلد الشقي وموقع باسم الرجل الثاني صالح قوجيل أكبر معمر في هرم السلطة ( 92 سنة) وبدون خجل أوحياء أو احتراما لعمره يصف هذا الإعتراف ب ( (دبلوماسية الأُنس) وكأنّه حديث نساء..
وتلك لغة هؤلاء العجزة يصرخون على قدر الألم كلمّا مرّ قطار المغرب سريعا أمام أعينهم.. وهم يدركون الآن قبل أيّ وقت مضى بأن الإعتراف الفرنسي بالضبط هو نهاية السّير وباجمل النهايات..
يدركون أن حبيبهم ماكرون حقق شرط إرضاء الرباط…بعد أن خلصت بأن خسائرها من صراعها مع بلدنا أكثر من أرباحها مع الثنائي تبون – شنقريحة..
يدركون حجم وتأثير هذا الإعتراف أوربيّاً وأمميّا مقابل تعميق عزلتهم القارية والدولية..
يدركون جيّداً اننا نحتفل بعيد عرش قيادتنا الرشيدة والحكيمة على ضوء هذا البيت الشعري لأبي العلاء المعري :
تَعَاطَوْا مَكَانِي وقَدْ فُتُّهُم ٭٭٭ فما أدْركوا غيرَ لَـمْحِ البَصَرْ
وقَدْ نَبَحُونِي فما هِجْتُهُمْ ٭٭٭ كَمَا نَبَح الكَلْبُ ضوءَ القَمَرْ
ما أروع الضياء..
يوسف غريب كاتب صحفيّ