أقلام الوسيطمنوعات

يا إعلام كابرانات الجزائر :نظّفواْ أفواهكم- أوّلاً- فالمؤهل الأخلاقي معيار حاسم

كما كان منتظراً هاهي أبواق الكبرانات تجعل من انسحاب الجزائر من المنافسة على تنظيم الكان بنسختيه انتصاراً وموففاً شجاعا وثوريّا.. وهي نفس الابواق التي كانت إلى حدود البارحة تطبّل لملف بلدها بالكثير من الثقة حد الغرور والإعجاب.. وعلى رأسهم طبعا المعلق الرياضي حفيظ الدراجي الذي اعتبره ناطقاً فوق مؤسسات بلده.. حيث باتت تغريداته مرجعاً  لها ولصحافتها…

وفعلاً هو كذلك…حيث كان أوّل من طالب بالانسحاب والعودة إلى تنظيف البيت الداخلي ووو

وهو من أخبر العالم بانسحاب الجزائر من المنافسة مباشرة بعد لقاء رئيس الدولة ع المجيد تبّون مع المسؤول الأول للفاف هذا الأخير الذي انتظر تقريباً 20 ساعة ليؤكده عبر التلفزة الجزائرية.. 

هو نفسه قبل سنة ونصف تقريبا ومباشرة بعد البصمة الكروية المغربية التي أذهلت العالم بمونديال قطر.. وبعد يومين من الاستقبال الملكي – الشعبي لنخبتنا الوطنية خرج هذا المعلق السيادي عبر تدوينة بخبر حسم ملف كان 25 لصالح المغرب.. وبمفردات تحاول شيطنة المغرب ومؤسساته.. دون أن يطالب في ذلك الوقت سحب ملف بلده مادام الأمر قدحسم حسب رأيه..

ودون ان يسكتوا وإلى حدود الساعة  عن السب والشتم المباشر للافراد والمؤسسات المغربية  مقابل تييض الانسحاب مما اعتبروه مهزلة الكاف التي نالت حقّها من هذه الثرثرة بلغتها الذميمة والكريهة.. هم أنفسهم من روّجوا لفكرة تحت عنوان ( الكان 25)  لحظة زلزال الأطلس دون أن يحترموا من باب التربية والأخلاق الإنسانية في حدها الادنى مانمرّ به من حزن وآسى على من فقدناهم خلال هذه الكارثة.. ( جريدة اوراس المخابراتية)  

لذلك سأخاطب كبيرهم حفيظ الدراجي الناطق الرسمي باسم الجنيرال توفيق الملقب ب ( رب الدزاير) بمعلومة اساسية وجوهرية ذات الصلة بهذا الصراع الوهمي حول كان 25 وهي أننا في المغرب لا نعتبره انتصارا على النظام الجزائري وبجنيرالاته لأن في ذلك إهانة لنا ولبلدنا وتاريخنا  ومجدنا الرياضي ببعده الحضاري ولن  نتنافس مع عصابة مافيوزية جثمت وسرقت ثورة بلد وشعب جار وشقيق..

وترشحنا لملف كان 25 يأتي في سياق مشروع تنموي كبير ونهضة أمة مغربية خلال هذه العشرية في أفق 2030 وعلى جميع المستويات والاصعدة الانمائية… فلم تكن الجزائر حاضرة أثناء وضع الملف بالمرة بل ولم تكن اصلا موجودة في هذا المشروع الكبير النهضوي لبلدنا..

فنحن نقارن أنفسنا بماضينا لقياس تقدمنا.. نقارنه مع من هم احسن منّا… ولا أعتقد أن بلدك الجزائر بهذا النظام موجود في الصورة لانه فقير وبدون هبة أو وزن او تأثير قاريا او دوليّاً.. بدليل أن رئيس دولتك خاطب الكراسي الفارغة أمام المحفل العالمي… بعد أن ترك فضيحة هناك بنيورك ( ذات بالكاس ايدور) كما وثقتها الصحافة الأمريكية 

لكننا نتفهّم مقارنة أنفسكم معنا والانتصار عليه ولو من باب منافسة عادية تنظيمية كل ذلك من أجل مجد وهمي كمجد الدونكيشوط.. وحين تفشلون في ذلك تُصابون  كنظام  مهزوم ومُهان وعاجز بعقدة المُنتصر، تلجأون فيها إلى تعويض الشعور بالنقص بتشرّب صفات المنتصر فتتحوّل الهزيمة  في البلاطووات بالكِبر، والمهانة بالاستعلاء، والعجز بالغرور،ويصبُّ كلَ هذا الشر في ممارسة المكارثية بأبشع صورها، وأسوأ أشكالها.ولمعلومتك فالمكارثّية‏ هو سلوك مرضيّ يقوم بتوجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون الاهتمام بالأدلة)  

وسيراً مع هذه الهريستريا المرضيةوبعيداً عن الشروط ودفتر تحملات الذي أعدّته ل ( الكاف) بل ولنفرض جدلاً ان الجزائر هذه الدولة العظمى تتوفر على أكثر من 30ملعب بمعايير دولية وأحسن من ملاعب قطر اليوم.. ولنفرض أيضاً ان كل الدول بمافيها المغرب قد انسحبت من السباق وبقيت الجزائر وحدها.كل هذه الافتراضات تجعل من النظام العسكري الجزائري غير مؤهل أخلاقيا بالمرة.. ولديه سوابق عدائية تعاكس فلسفة وروح إقامة التجمعات والمنافسات الرياضية باعتبارها تآلف وتجاسر بين الأمم والشعوب.. 

لذلك أدعوا هذا الدراجي صاحب التنظيف ان تبدأواْ ومن أعلى الدرج  بتنظيف أفواهكم أوّلاً من هذه الرائحة  الكريهة التي امتدت خلال هذين اليومين  وتسربت إلى كل ارجاء القارية الإفريقية…

فالشتائم لاتعبّر،  إلاّعن إفلاس سياسي وآخر أخلاقي وثالث لغوي، لكنها تعبر  عن طبيعة عصابة بلدك الخارجة عن الأصول والأعراف والاخلاق  

نظام يحمل كل الأوصاف المزيفة. وينفذ كل المشاريع المزيفة. ويخوض كل المعارك الوهمية ، من أجل مجدٍ وهميّ

داخل هذا الوهم الكبير  لا تعرف الجزائر  ماذا تريد ولا تزال بلا اتجاه، ويمكن لمعلّق رياضيً ان يقرر مكان رئيس الدولة من المدرّجات….

هذا هو الفرق بين الثرثرة والفشل هناك شرقاً 

وبين الهدوء والإشعاع على ضفة المحيط الذي علّمنا أنّ المحارب المنتصريكسب في البداية، ثم يذهب إلى الحرب.

أما المحاربون المنهزمون، مثل شنقريحة وأذنابه فيذهبون إلى الحرب في البداية، ثم يسعون إلى الإنسحاب..

لذلك اتمنّى ان تستأنفوا مسلسل الانسحابات قريباً  قبل أن نسحب المقترح الذاتي…

فالإنتظار قد بلغ سقفه كما قال السفير المغربي عمر هلال مؤخراً بالمحفل الأممي.. 

والإجتماع في القاهرة وإن كان في كرة القدم.. فهو مقدّمة جواب  لتغييرات بدأت اليوم ملامحه حين أقترح رئيسكم الأكبر السيد ماكرون  الحكم الذاتي على إقليم كوريسيكا.. وتوشيح جندي مغربي بالمناسبة وتحت أنظار مسؤول مغربي.. 

فعلى من سيأتي الدور الموالي…..! ؟ 

يوسف غريب كاتب /صحافي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى