الحاجب.. جماعة آيت بوبيدمان تحيي موسم الفروسية التقليدية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء و عيد الاستقلال.
الحاجب /خالد المسعودي
عاشت ساكنة الجماعة الترابية آيت بوبيدمان بإقليم الحاجب والجماعات المجاورة لها على مدى ثلاثة أيام إنطلاقا من 20،19،18 نونبر 2022، على إيقاعات فعاليات وإحتفالات شعبية منقوشة بفنون “التبوريدة” التقليدية إحياء لهذه التظاهرة الثقافية الفنية والرياضية الرامية إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي المغربي المتمثل في الإهتمام بالتبوريدة وإعادة الإعتبار لتراث الفرس والفروسية، التي تعد إحدى مكونات الهوية والحضارة المغربية الأصيلة، موسم آيت بوبيدمان للفروسية التقليدية في عهد الرئيس الحالي عزيز العمود والذي نظمه المجلس الجماعي لآيت بوبيدمان بشراكة مجلس جهة فاس مكناس وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة وذلك تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الإستقلال المجيد، وهو أول موسم سنوي للتبوريدة ينظم بجماعة آيت بوبيدمان بعد جائحة (كوفيد_19) .
وشهد اليوم الأول من الموسم حضور وازن للعديد من الضيوف من بينهم عدد من النواب البرلمانيين و رؤساء عدد من الجماعات الترابية بعمالة الحاجب ورئيس دائرة عين تاوجطات وقائد قيادة آيت بوبيدمان وقائد مركز الدرك الملكي آيت بوبيدمان والعديد من المسؤولين المحليين والمنتخبين والأعيان وفعاليات جمعوية وإعلامية، حيث أقيمت على شرفهم مأدبة إفطار في أجواء إحتفالية.
وقد عرفت نسخة هذه السنة، مشاركة أزيد من 40 سربة تنتمي إلى جماعة آيت بوبيدمان وإلى الجماعات المجاورة المعروفة بتربية الخيول المحلية، يجمعها شغف ركوب الخيل والمحافظة على هذا الموروث الثقافي الفني الأصيل الذي أصبح تقليدا بعدما أوشك فن الفروسية التقليدية على الإنقراض بفعل عوامل ظاهرية كالجفاف وغلاء العلف والعصرنة والتطور التكنولوجي، وعرف موسم هذه السنة حضور جماهير غفيرة وتوافد زوار بشكل مكثف من مختلف الجماعات المجاورة لجماعة آيت بوبيدمان وإقليم الحاجب بالخصوص وكذلك من بعض المدن المجاورة مثل مكناس، فاس، الخميسات،تمارة، أما عن الخيول المشاركة فقد وصل عددها حوالي 400 فرس، وتضمن الموسم رواقات موازية لميدان سباق الخيول اشتملت على رواقات خاصة للموروث الثقافي الفني المتمثل في الأهازيج الشعبية والفلكلور الشعبي، كم إستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، كما إستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس.
و تابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات هذا الموسم، وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج و عدد من الضيوف و الزوار من خارج جماعة آيت بوبيدمان.
و سهر مجلس جماعة آيت بوبيدمان والذي يرأسه الرئيس عزيز العمود وأعضاء المجلس الجماعي على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية والتنظيمية لإنجاح الموسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة آيت بوبيدمان سيارتين إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة “الوسيط بريس” فقد شهد الموسم رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق الإقليم، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة آيت بوبيدمان على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام.
و يأتي الهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من إلتحام ساكنة جماعة آيت بوبيدمان بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، هذا إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات مختلفة وكذلك فن أحيدوس.
وفي حديث خص به رئيس جماعة آيت بوبيدمان جريدة “الوسيط بريس”، شكر السيد عزيز العمود، جميع زوار الموسم الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الوسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الموسم التبوريدة والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
بدوره أكد يوسف حدهم أحد فعاليات المنطقة و النائب الرابع لرئيس مجلس جهة فاس مكناس، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، مبرزا أهمية هذا الحدث الفني الذي عرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الحاجب، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في الموسم الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي بذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية.
وأبرز يوسف حدهم أن هذه التظاهرة تروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى.
وأكد ذات المتحدث في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.