“بوكوس الأول” قاهر يوغرطة والرومان
بوكوس أو بخوس ملك أمازيغي حكم مملكة موريطنية حوالي 110 سنة قبل الميلاد، وأشير إليه من قبل المؤرخين ببوكوس الأول وكان صهرا للملك النوميدي الأمازيغي يوغرطة ملك مملكة نوميديا (شمال الجزائر حاليا)، واللذين معا أعلنوا الحرب على الرومان.
وتذكر الروايات والمصادر التاريخية بان “بوكوس الأول” تحالف مع ملك نوميديا يوغرطة، ثم تحرك الملكان الأمازيغيان بجيوشهما تجاه قسنطينة وهذا ما دفع بالرومان إلى وقف الحرب وإستغلال الخصام الذي وقع بين بوكوس ويوغرطة وطلبوا من “بوكوس” التوقف عن مساعدة الملك يوغرطة وفتح مائدة المفاوضات.
ثم أبرم بوكوس معاهدة مع الرومان وتم إضافة جزء من نوميديا إلى مملكة موريطنية.
حافظ الملك بوخوس الأول على علاقات جيدة مع روما بعد ذلك ، حيث زود الرومان بنمور شمال أفريقيا والأسود للترفيه.
ورث بوكوس الأول مملكة عظيمة عن جده باكا، وبسبب الصراع الذي دار بينه ويوغرطة دفعه إلى التفكير في تأمين حدوده الشرقية مع مملكة نوميديا وهذا ما دفعه إلى الاستلاء على الجزء الغربي من مملكة يوغرطة وتوسيع مملكته.
وقد مارس الملك “بوكوس الأول” سلطته المطلقة في حدود قدراته العسكرية، وفي حدود التعامل مع العصبيات القبلية. كان له مجلس شورى من الأقارب والأصدقاء وبعض زعماء القبائل، وكان له ديوان للكتابة ولتدبير شؤون الجيش.
كان “بوكوس الأول” ينتقل بين عواصم عديدة، نذكر من بينها طنجيس وسيكا وتمودة ووليلي، كما سك النقود بإسمه وعين خمسة سفراء للإتصال مع روما ومملكة نوميديا وأسند قيادة العمليات العسكرية لإبنه فوليكس.
ومما يعاب على “بوكوس الأول” هو تآمره على حليفه الملك يوغرطة النوميدي إذ غدر به وألقى عليه القبض سنة 104 ق.م وسلمه لأعدائه الرومان ليعدم سنة 106 ق.م، وبذلك انتهت حرب نوميديا التحررية ضد روما، فتم إضافة جزء من نوميديا إلى مملكة موريطانية بعد أن أبرم بوكوس معاهدة مع الرومان.
توفي بوكوس الأول حوالي سنة 50 قبل الميلاد، ثم إنقسمت مملكة موريطنية بين إبنيه إلى شطرين، حكم الشطر الشرقي بوكوس الثاني، وحكم الشطر الغربي بوكود وكان نهر ملوية هو الخط الحدودي الفاصل بين المملكتين، وفي سنة 38 قبل الميلاد استولى بوكوس الثاني على النصف الذي يحكم أخوه بوكود.