أقلام الوسيطثقافة وفن

 “باكا” أو الملك الموري الذي حكم المغرب

 

لم تتناول العديد من المصادر التاريخية لسيرة هذا الملك وبالرغم من قلة المعلومات المتداولة عنه، فقد وصلتنا بعض الشذرات من هنا وهناك حول هذه الشخصية الغامضة والتي يعتبرها العديد من الباحثين أول ملك موري مغربي يتم ذكر اسمه في الروايات الرومانية.

فحسب ما نقله الباحثين “تيتوس ليفوس” و “ڭبريال كامبس” وبعض ما رواه الرحالة سيلاكس والرحالة حانون القرطاجي فإن هذا الملك الأمازيغي تولى حكم المملكة الموريطانية حوالي سنة 206 قبل الميلاد بعد وفاة والده الملك “أميراو” ، حيث اعتبرته تلك المصادر بالقائد العسكري المعروف بجبروته ضد الغزاة ففي عهده لم يستطع الروم والوندال غزو شمال إفريقيا من الجهة الغربية وظلت حصينة طيلة حكمه.

فخلال الحرب البونيقية الثانية التي كانت في الأصل بين روما وقرطاج حيث أرادت روما إسترجاع جزيرة صقيلية من القرطاجيين ثم أهداف أخرى كالإستيلاء على قرطاج وباقي شمال إفريقيا كما أرادت قرطاج كذلك التوسع في شمال إفريقيا على حساب الأراضي الأمازيغية فكانت حينها المملكة النوميدية تنقسم لقسمين مملكة نوميديا الشرقية خاضعة للمك الامازيغي سيفاكس والمملكة الغربية للملك ماسينيسا فخلال هذه الحرب كان الملك سيفاكس حليف قرطاج ضد روما وكان ماسينيسا حليف روما ضد قرطاج قبل أن ينسحب ماسينيسا من معاهدة روما بعدما علم أن لروما أطماع بشمال إفريقيا مباشرة بعد القضاء على قرطاج فأراد ماسينيسا توحيد المملكة النوميدية الشرقية والغربية وكذا مواجهة قرطاج وغلق الطريق أمامها لكي لا تتوسع على حساب أراضي المملكة النوميدية فقطع واد ملوية طالبا مساعدة الملك الموري “باكا” فزوده باكا ب 4000 من خيرة فرسان المملكة المورية إضافة لإلتحاق 500 فارس من الأوراس فضم بذلك مملكة نوميديا الشرقية بعدما تنازل عنها الملك سيفاكس كونه يعلم أن مواجهة ماسينيسا بدعم باكا هي حرب خاسرة وأن حكم نوميديا الشرعي يرجع لماسينيسا وبعدها دخل ماسينيسا في حرب مع قرطاج إنتصر عليها وأعاد ما قامت بإقتطاعه من المملكة النوميدية كما هُزمت كذلك قرطاج ضد روما وإستعادت فيها روما جزيرة صقيليا….

وعودة للمك الامازيغي باكا فبالإضافة لقوته وجبروته وقطع الطريق أمام أعتد الغزاة للعبور عبر المملكة المورية لإحتلال أرض الأمازيغ فقد عرفت كذلك مملكته نموا إقتصاديا ملحوظا ورفاهية شعبه بفضل ما كانت تزخر به المنطقة من ثروات فلاحية وبحرية ومعدنية..

فقد كان أول من إهتم بزراعة أشجار الزيتون وبناء معاصر لزيت الزيتون كما عمل على خلق قنوات المياه للري لرفع مردود المنتوجات الفلاحية المسقية وعرف بكونه أول ما قام بتصبير الأسماك بالطريقة التقليدية حتى تكون قابلة للتصدير حيت عمل على عرض الاسماك لأشعة الشمس لمدة معينة بعدما يكون قد طلاها ببعض زيوت الاعشاب الطبية والملح الصخري كما عمل على صناعة قوارب للصيد وكدا قوارب خاصة لخفر السواحل إذ عمل على خلق جيش يؤمن به مياه البحر الابيض المتوسط من القرصان الإيبيريين وفي عهده كذلك إنتشرت صناعة التماثيل وتجارتها…

وتعتبر مدينة تمودة، المكتشفة آثارها قرب مدينة تطوان من أبرز إنجازات الملك باكا حيث تشير المصادر التاريخية إلى تأسيسها سنة 200 قبل الميلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى