لقاء عن بعد تكريما لروح الفنان العالمي إيدير وداعا للقيثارة التي لحنت أحزان الوطن ومعاناة الإنسان
في خضم انشغالنا بتداعيات فيروس كورونا المستجد، نزل علينا كالصاعقة خبر وفاة الفنان العالمي ايدير. إيدير بإبداعاته الكبيرة والكثيرة، فرض إعجابه على الناس جميعا، بغض النظر عن أوطانهم أو لغاتهم أو ثقافاتهم، يكفي قياس عشق الناس لفنه بسيل المقالات والصور والأشرطة، التي تدفقت على المواقع وشبكة التواصل الاجتماعي، بكل لغات العالم، ودع المعجبون إيدير، صاحب أشهر أغنية و أكثر الأغاني ترجمة إلى كل لغات الدنيا، أفافا إينوفا، كما ودعوا القيثارة التي لحن بها أحزان الوطن ومعاناة الإنسان، ولو لا الحجر الصحي لخرج الناس في مسيرات عالمية تكريما لروحه ولإبداعاته.
“اسمه الرسمي هو “حميد شريت” ازداد سنة 1949 بمنطقة جرجورة بالقبايل نواحي تيزي وزو. مساره الفني غامض، مليء بالصدف والمفاجآت والصمت. لكنه حافل بالمنجزات والنجاحات الباهرة، بل بالمعجزات. درس الجيولوجيا واشتغل في حقول النفط بالصحراء. وتعلم الموسيقى منذ حلوله بالمدرسة الابتدائية بتشجيع من استاذ العلوم الطبيعية. والده كان راعيا للغنم في سفوح القمم، والدته كانت شاعرة، وجدته أيضا. وكان ايدير الطفل يحضر في جلسات نساء القرية يأتين إلى منزله، ليستمعن إلى اشعار جدته وأمه.
بالصدفة، لم يحضر فنانا إلى الإذاعة لتسجيل أغنية للأطفال، في سنة 1973، وتقدم الشاب إيدير لتعويضه وسجل أغنية، وسمعتها أمه ولم تعرف أن ابنها هو الذي أنشدها، وكانت هذه الصدفة هي باب التاريخ الذي ولجه ادير الشاب. ذهب الى الخدمة العسكرية، وعاد وسجل أغنية افافا إينوفا سنة 1976. ثم تلاها بالبوم آخر سنة 1979، تأثر كثيرا باغتيال الفنان الأسطورة الامازيغي “معتوب لوناس” ابن منطقته القبايل، سنة 1998، واتضح أن موت لونيس كانت بمثابة ولادة جديدة لإيدير.”
بالمناسبة الأليمة لفقدانه، تنظم مجلة نبض المجتمع والمقهى الثقافي أمازيغ كبريس، في اطار أنشطة شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، لقاء عن بعد تكريما لروح إيدير، بمشاركة باحثين وفنانين، ويتعلق الأمر بالأساتذة عمر حلي ومحمد همام والحسين بويعقوبي، والفنانين محمد بايري وابراهيم مزند وخالد البركاوي، ويدير اللقاء الحسن باكريم مدير مجلة نبض المجتمع، وسيبث اللقاء على صفحة موقع أزول بريس على الفايس بوك على الساعة 11 ليلا من يوم الثلاثاء 5 مايو 2020 الجاري.