بين ” Joshka Fischer ” و كوفيد-19: سيناريوهان أحلاهما مر
قال ” Joshka Fischer ” – وزير الخارجية الألماني الأسبق، ” إن العالم مع Covid-19 يواجه عدة أزمات في أزمة واحدة: أزمة صحية عالمية تسببت في أزمات في الاقتصاد والمجتمع المدني والحياة اليومية”.
الأهم بالنسبة لفيشر “أن نرى ما إذا كان عدم الاستقرار السياسي سيحدث ، سواء داخل البلدان أو دوليًا”.
يقارن الوزير الألماني هذه الأزمة مع أزمة 2008 قائلا “إن الأزمة ليست معقدة فحسب ، بل إن نطاقها كبير ويهدد أسس المجتمعات الفردية والاقتصاد العالمي. كما أنه أكثر خطورة وأكثر اتساعًا من الأزمة المالية العالمية لعام 2008.”. على خلاف الأزمة الحالية يهدد Covid-19 ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم ولا تتركز آثاره على الاقتصاد في قطاع واحد”.
أمام وضعية حرجة في جميع أنحاء العالم، متميزة بشلل الأنشطة الاقتصادية، نجد أنفسنا أمام ركود عالمي، “فبصرف النظر عن عدد الضحايا واستقرار النظم الصحية، فإن السؤال الكبير الآن هو مدى خطورة الانكماش الاقتصادي وما إذا كانت عواقبه ستكون دائمة” ، يتساءل فيشر، معرجا على آثار الفيروس على بعض المناطق الهشة بالفعل، ولا سيما في مخيمات اللاجئين. فحسب تجربة هذا الديبلوماسي “فإنه يبدو أن إيران تتجه نحو أزمة إنسانية كبرى، حيث يكون الأشد فقراً والأكثر ضعفاً هم الأكثر تضرراً”.
لكن التجارب السابقة تبين لنا أن الصدمات الكبرى مثل هذه تميل إلى تعطيل الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية. لاسيما، الديمقراطيات الغربية على وجه الخصوص التي ستضع على المحك أول ما تضع نسق حكامتها.
لا يخفي فيشر أنه في ظل أزمة كهذه فإن “مبادئ حقوق الإنسان توشك أن تسقط كفتها أما كفة الضرورات الاقتصادية”، كما أن “الوباء أيضًا يدفع نحو نشوب صراع بين جيل الشباب والشيوخ ، كما بين السلطوية والديمقراطية الليبرالية”.
“ومع ذلك ، هناك سيناريو بديل ممكن ، حيث تؤدي أزمة Covid-19 إلى تضامن جديد. دعونا لا ننسى أن الزلزال والتسونامي في المحيط الهندي في ديسمبر 2004 خلق الظروف اللازمة لإنهاء الحرب الأهلية في آتشيه ، شمال سومطرة”، يقول فيشر مستطردا كما لو أنه يميل حقا إلى تبني هذا السيناريو دونا عن غيره.
أما بصدد العلاقة بين الاقتصاد والدولة، يتنبأ فيشر بتغير جذري فيها على المدى القصير، “ستصبح البلدان الأكثر تضرراً من الوباء اقتصادات في أزمة، وستحتفظ الحكومات بمستويات إنفاق ضخمة بالإضافة إلى تدابير غير تقليدية أخرى لتجنب الانهيار التام.”.
الرباط: الحسين أبليح