الملتقى الجهوي للتّربية الدّامجة بسوس ماسة يراهن على تأمين انخراط أكبر وتعزيز دور الشّركاء
شكّل رهان انخراط أكبر للفاعلين وتعزيز دور الشّركاء في إنجاح مشروع التربية الدامجة محور أشغال الملتقى الجهوي الأوّل للتّربية الدّامجة، الذي نظّمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس يوم الثّلاثاء يوم 28 فبراير 2023 بمدينة أكادير، والذي شمل زيارات ميدانية لتجربة قاعة الموارد للتأهيل والدعم وتجربة شراكة محلية مع إحدى الهيئات التي تعنى بمجال الإعاقة، فضلا عن زيارة ميدانية لمركز محمد السادس للأشخاص المعاقين في محطة أولى، وبسط تجارب مميّزة وشهادات نابضة لأسر وفاعلين لاستحضار ما تحقّق واستشراف ما ينتظر.
وأوضحت الدكتورة وفاء شاكر مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، في كلمة لها بالمناسبة، أن هذا الملتقى لبنة من مسار كانت جهة سوس ماسة سبّاقة لإرساء معالمه منذ عام 2013، استنبث الإطار المنهاجي للتربية الدامجة بعد ورشات التّفكير والتّجريب والمصادقة، وبعد تبنّ رسمي من قبل وزارتنا لمقاربة التّربية الدّامجة قوامه البرنامج الوطني الذي أطلق في يونيو 2019 بمداخله الأربعة، لأن الأمل الجماعي والهمّ الجماعي أن تكون التّربية الدامجة سيرورة لتتحقّق التربية للجميع.
وشدّدت مديرة الأكاديمية على أن هذا المسار يقتضي منا اليوم الثّناء على كل المبادرات المتّخذة والتجارب الناجعة والناجحة لرسملتها والممارسات الفضلى المجدّدة المحفّزة لتطويرها وتنميّتها، مع كل المتدخّلين والشرّكاء والغيورين على مدرستنا المغربية من أجل مصلحة التّلميذ(ة) أولا والمدرسة ثانية، حتّى نجسّد حقيقة مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص والإرتقاء بالفرد والمجتمع، لأن لا يقصى أيّ طفل في وضعية إعاقة من هذا الحقّ الذي هو واجبنا جميعا.
وأكّدت مديرة الأكاديمية على أن هذا الملتقى الجهوي للتربية الدامجة في دورته الأولى نريده أن يكون التقائيا في تدخلاته، ومناسبة للتّقييم والتّقويم والإستشراف، حتى نفكّر جماعيا وبصوت عال من أجل هؤلاء الأطفال في تعاقد بمستوياته الثلاث الجهوية والإقليمية والمحلية، بنفس محفّز ومنظّم ينخرط فيه الجميع، لوضع حدّ للإقصاء والتّمييز الذي يطال حق تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بمادخله الأربعة من توسيع العرض التربوي إلى النموذج البيداغوجي، ثم الحكامة، فالتعبئة المجتمعية.
ودعت مديرة الأكاديمية إلى بلورة مخطط جهوي مندمج مع كل الفاعلين والمتدخلين والشركاء أسّه المداخل الأربعة لتنزيل التربية الدامجة، بدءا من بنيات الإستقبال والرفع من وثيرة تكوين الفاعلين التربويين والإداريين والتشخيص الطبي، والمقاربة البيداغوجية، مع مواصلة التّركيز على عمليات التّحسيس والتّعبئة، لأنه ما تزال هناك تمثلات خاطئة سلبية وصور نمطيّة تقاوم التّغيير التّربوي، والنّفس التّربوي الجديد، كما أن هناك إرادات جماعية وفعل جماعي منتج يحقّق الأثر ويحفّز على التّجديد والتّطوير والبناء.
وأثنت المديرة على كلّ الفاعلين والشركاء والمتدخلين والغيورين لأجل أن يكون الملتقى موعدا سنويا ينمو ويكبر يؤسس من دورته الأولى لعمل جماعي مشترك نوعي لمواجهة الحاجيات والحاجات المتراكمة والمتزايدة لهاته الجهة، والتي لن تستوعبها ميزانية هاته الأكاديمية وجهودها التي تحتاج إلى احتضان لتكبر. وهو ما لن يتأتّى إلاّ بحشد المزيد من التعبئة والإلتفاف حول التربية الدامجة بمدرستنا المغربية، من خلال التفعيل الأمثل لآليات التنسيق المشترك على صعيد كل جماعة وكل عمالة وإقليم، وكذا وضع برامج عمل لمواجهة الصعوبات وتفعيل فرق العمل الجهوية والإقليمية والمحلية.
وشدّدت المديرة على أن إنّ طريق الإصلاح طويل وشاقّ، فعلينا أن نتحلّى بروح المسؤولية والمواطنة والنّفس الطويل، حتّى لا يخلف المغرب موعده مع هذا الإصلاح الحيوي، كما يذكرنا بذلك صاحب الجلالة الملك محمّد السادس نصره الله في إحدى خطبه السّامية، حيث قال جلالته: “…وسنحرص على ألاّ يخلف المغرب موعده مع هذا الإصلاح المصيري، لذلك على الجميع أن ينخرط فيه بقوّة، فظروف النّجاح متوفّرة، من إرادة حازمة لجلالتنا وتعبئة جماعية لكل المؤسّسات والسّلطات والفاعلين والتّنظيمات، هدفنا الجماعي، إعادة الإعتبار وترسيخ الثّقة في المدرسة العمومية المغربية، كمؤسسة للتّنشئة الجماعية على قيم المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص….” .
وشارك في أشغال الملتقى الجهوي عدد من الفاعلين التربويين من مستوياتهم المحلية والإقليمية والجهوية، إلى جنب نظرائهم من الشركاء والمتدخّلين الحكوميين والمؤسّساتيين والمدنيين في نقاش التقائي تفاعلي مفتوح وموسّع من أجل تنمية التنزيل الأمثل لمداخل برنامج التّربية الدامجة.
وخلال أشغال الملتقى، تمّ التّوقيع على اتفاقيتين، الأولى بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة ومركز محمّد السّادس للأشخاص المعاقين (ملحقة أكادير)، والثّانية بين الأكاديمية وفيدرالية ذوي الإحتياجات الخاصة باشتوكة أيت باها هدفها تنمية مجالات التّعاون والعمل المشترك بما يخدم الأطفال في وضعية إعاقة، أعقبها تكريم ثلة من الفعاليات التّربوية والإدارية والمدنية على جهودهم الخيّرة من أجل رفعة تمدرس هؤلاء الأطفال في وضعية إعاقة.