منوعات

الجزائر تنقل حربها العدائية نحو المقاولة الوطنية المغربية

لاحظ المتتبّعون للشأن المغاربي والقارّي  أن عهدة هذا الرئيس الجزائري بقيادة شنقريحة  لامَست سقف السّماء من حيث مسلسل الإعتداءات على بلدنا ترجمها الرئيس نفسه في إحدى لقاءاته الصحفية بكون العلاقة مع المغرب وصلت مرحلة اللاعودة وان قطع العلاقة جاء بديلاً عن الحرب حسب رأيه ومنظوره للحرب…

وهو غير صادق… حيث أن الحرب ارتفعت بشكل صاروخي  بدأت منذ توصيفنا كوطن وشعب بالعدو الكلاسيكي لتشمل خلال هذه العهدة كل من البر والجو ومؤخراً فضاء الخدمات البحرية. – المينائية…. في المقابل يسعى هذا النظام العسكراتي نسخ التجربة الإقتصادية والمالية واللوجستيكية المغربية بل والسّعي  وراء تقليد كل ما هو مغربي سياسيا واستراتيجيا ليس بالأمر الجديد في الفكر المؤسساتي الجزائري، حيت إن التاريخ يشهد على التقليد الأعمى للعديد من التوجهات والاستراتيجيات  بمنطق  المعاداة والمعاكسة التي تستمد بدورها من الثقافة العسكرية لإيقاف هذه الدينامية  المغربية ورؤية المملكة  الاستراتيجية في إفريقيا”. مما يجعلها تظهر بالتلميذ الإفريقي للمغرب والنظام الفاقد لأدنى أبجديات التفكير الاستراتيجي؛  سيدفعها الأمر إلى الارتكاب أخطاء كبيرة آخرها ما سمّي بدبلوماسية البصل اتجاه موريتانيا قبل أشهر.. وأبلغها ضحكاً هو إقناع الرئيس الموريتاني بتعويض المغرب داخل أسواقها من حيث الخضروات مقابل رفع الرسوم الجمركية المفاجئة على الشاحنات المغربية.. حيث يقوم هذا النظام العبيط والبليد في نفس الوقت باستيراد  البصل من السوق الإسبانية بقيمة 0.7 أورو للكيلوغرام وبيعه في الأسواق الموريتانية بقيمة 0.6 أورو للكيلوغرام  وتعويض الفرق من خزينة الشعب الجزائري و هي بالأساس منتجات يصدرها المغرب إلى الاتحاد الأوروبي بـ 0.5 أورو للكيلوغرام،

لكن  المرسوم الذي أصدره “عبد المجيد تبون” لمحاصرة الميناء المتوسطي  جعل التجار  يتوجهون إلى الموانئ الفرنسية التي تتعامل مع الحاويات القادمة بقيمة أكبر من القيمة المالية التي تعامل بها في ميناء طنجة، و ارتفعت تكاليف الاستيراد بنحو 36%، و بسبب المضاربة بين سماسرة الاحتكار، أصبحت قيمة البصل داخل الجزائر هي 3.5 أورو، بينما توقيف تصديرها إلى موريتانيا جعلها قيمتها داخل أسواق نواكشوط تتجاوز 6 أورو للكيلوغرام..

ولأن الفشل يعرف عنوانه بقصر المرادية وثكنة بن عبود دون أن يوقف هذه الإعتداءات على كل ماهو مغربي ذات الصلة بماهو اقتصادي بعد أن طرد معلق رياضي لأنّه نقل إحدى العلامات البنكية المغربية لحظة بث تقرير رياضي بساحل العاج..

والخطير في هذا الهجوم الجديد ربطه بما يقع بغزة والقضية الفلسطينية عموماالتي ربطها من جديد الجنيرال شنقريحة في خرجته أول أمس بالقضية الصحراوية إذ سبقه هجوم قبل يومين من ذلك على إحدى المقاولات الوطنية المغربية الناجحة في إنتاج الكسكس وطنيا وقاريّاً..

وليس عبثاً أن تخصّص قناة الشروق أكثر من نصف ساعة وهي تتحدّث عن اتفاقية الشراكة بين المقاولة المغربية والكيان الصهيوني الذي يفتك بدم الغزاويين حسب تعبيرها

وليس لسواد عيون الفلسطينيين أن يعيد قراءة التقرير بالتلفزة الرسمية للنظام دون إبراز على الأقل وثيقة أو دليل على هذا الإتهام  بل الخبث هو ترويجها لمانشيط المقاطعة لمنتوج كسكس داري بهدف ضرب الإقتصاد الوطني

إن اختيار النظام العسكري  لهذه المؤسسة المغربية الإنتاجية فيه من الذكاء الإستخباري لضرب عصفورين بحجر واحد بل والتوقيت نفسه حساس جدّاً ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك..

فهي محاولة لتحويل الرأي العام الجزائري الذي اكتشف ان الجزائر تعتبر الشريك الاقتصادي الثالث في إفريقيا بعد مصر وجنوب أفريقيا.. وتصديرها أخطر من كل هذه الدول بحيث يشمل مواد النفط والغاز بل وقف الشعب الجزائري أن شعار ظالمة ومظلومة لايتجاوزحنجر أصحابه.. وان التركيز على التطبيع المغربي ما هو إلا ورقة التوت التي سقطت بعد نشر هذه الإحصائيات من طرف مؤسسات الأمم المتحدة..

والوجه الآخر هو التركيز على المقاولات المغربية الناجحة – كمؤسسة داري – ليس في المغرب فحسب بل تواجدها في أغلبية دول الساحل والصحراء.. الأرجنتين وأوروبا بحكم جودة المنتوج المغربي وجدية إدارتها درجة أن هذه المؤسسة عززت مكانتها في أوروبا باقتناء مصنع  من الجيل الثالث لإنتاج الكسكس ببلجيكا.. مقابل إفلاس الشركة الجزائرية الوحيدة  وإيداع كل اطقمها بالسجن..

هي المعركة التي علينا  جميعا  الإنتباه كي نلتف حول كل مؤسسات بلدنا ضد هذه الحرب القدرة وخاصة اذرعنا الاقتصادية والإنتاجية ودورها الإشعاعي خارج الوطن تعزيزا لمشروعنا النهضوي بقيادة عاهل البلاد

أما  اعتداءات هذا النظام العسكري الهجين وبجنيرالاته التي أصبح حتّى  الكسكس المغربي  يخيفها.. لن تزيد لنا إلا قناعة أكثر بأننا على الطريق المستقيم نحو ازدهار بلدنا ورفاهيته.. وتزيد أكثر من عزلتهم  تحت وقع الآية الكريمة :

( وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَآءً وَنِدَآءً ۚ صُمّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)

صدق الله العظيم

يوسف غريب كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى